اختتمت سهرة أول أمس، بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة، بوهران الطبعة التاسعة للمهرجان المحلي الثقافي للأغنية الوهرانية، بعد خمسة أيام كاملة من السهرات الفنية، المعبّقة بالأصالة، وخاصيّة التجدّد.
تميزت التظاهرة بمشاركة أزيد من 40 فنانا وفنانة، كلهم أطربوا الجمهور وأمتعوهم بأغاني جديدة، أثروا بها الساحة الفنية، على غرار خرّيجة مدرسة المهرجان، أسماء، التي استطاعت أن تفرط نفسها في الساحة الفنيّة، محليّا وحّققت نجاحات وطنيا، وهي واحدة من أهم أهداف محافظة المهرجان، نظرًا إلى الحرص الشديد على اكتشاف جيل جديد، يحمل مشعل الأغنية الوهرانية.
كما تم خلال نفس اليوم، الإعلان عن أسماء الفائزين بالمراتب الثلاثة الأولى، من أصل 10 متنافسين على لقب الطبعة، الذي عرف تنافسا حادا، نظرا للإمكانيات الكبيرة التي يتمتعون بها بشهادة لجنة التحكيم، مما يعد بالفعل مكسبا حقيقيا للثقافة الجزائرية عامّة، والأغنية الوهرانية، التي باتت اليوم تملك خزانا هائلا من المواهب الشابة الصاعدة.
وهو ما أكّدته نتائج مسابقة مهرجان الأغنية الوهرانية، في نسخته التاسعة، بعدما عادت الجائزة الأولى للفنان الهاوي حنيفي هشام، وهو الذي تنبأ بشأنه الكثير من المتتبعين بذهابه بعيدا في مجال هذا النوع من الفن الأصيل، فيما فاز بالمرتبة الثانية هواري مخنطر، وحازت الشابة إكرام عزوز على المرتبة الثالثة.
أعضاء لجنة التحكيم التي ترأسها مدير الديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة، بالهاشمي بوسيف، وضمت عميد الفنانين الحاج السعيدي والموسيقي والملحن بن عبد الله أحمد المعروف بعبد الله غربال وكاتب الكلمات والشاعر بالحضري بالحضري والفنان فتحي الصايم، ثمّنوا الأصوات الفنية التي تنافست على المراتب الأولى، مع إجماع تام على نجاح هذه الطبعة من المهرجان الذي سيبقى، حسبهم، مكسبا لسكان الباهية.
والملاحظ خلال هذه التظاهرة الفنية التي احتضنها لأول مرة المسرح الجهوي عبد القادر علولة، حرمان بعض البلديات المجاورة لمدينة وهران من الاستمتاع بالسهرات الفنية التي كانت تنظم على هامش هذه الفعالية، كما عرفت غياب لأول مرة عميد الأغنية الوهرانية بلاوي الهواري وشاعر الملحون الشيخ مكي نونة اللذان أقعدهما المرض عن مشاركة الجمهور هذه الفعالية الفنية التي لم يتخلفا عنها منذ الطبعة الأولى.
ويرجع السبب إلى سياسة ترشيد النفقات التي تنتهجها الوزارة الوصية، التي رصدت للمهرجان ميزانية هزيلة لم تتجاوز 400 مليون سنتيم، كما جاء في الكلمة الختامية لمحافظة المهرجان، السيدة ربيعة موساوي التي طالبت خلال طبعات المهرجان السابقة، أن ينظم داخل قاعة مغلقة عوض مسرح الهواء الطلق، استجابة لرغبة العديد من العائلات الوهرانية، وهو ما حدث فعلا.
وكان ختام فعاليات الطبعة التاسعة للمهرجان المحلي الثقافي للأغنية الوهرانية مسكا في سهرة فنيّة مميّزة، سافرت بالجمهور إلى الزمن الجميل وعادت به إلى أجواء الأغاني التراثية القديمة، التي أبدع في أدائها الفنان بارودي بن خدة وعبد الله مرساي، برفقة البالي للرقص معطي الحاج، دون أن ننسى المشاركة الفعّالة لفرقة المداحات، التابعة لجمعية «الأفراح» التي أدخلت السرور على قلب الحاضرات، اللواتي رقصن وتجاوبن مع تلك الأنغام الراقصة، النابعة من نفحات الأفراح والأعراس الوهرانية القديمة.